الخميس 24 أبريل 2025 9:09:54
في اليوم العالمي للملاريا لعام 2025، أطلقت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها حملة عالمية تحت شعار: “بجهودنا نقضي على الملاريا: بإعادة الاستثمار، والرؤية الجديدة، والعزيمة المُتقدة”.
تهدف الحملة إلى تسريع وتيرة التقدم نحو القضاء على المرض من خلال تحفيز الجهود من المستوى العالمي إلى المجتمع المحلي.
ورغم أن الملاريا لا تزال تمثل تحديًا صحيًا عالميًا، حيث بلغ عدد الإصابات عام 2023 نحو 263 مليون حالة في 83 دولة، فإن الجهود العالمية نجحت منذ عام 2000 في منع ما يقارب 2.2 مليار حالة إصابة و12.7 مليون وفاة. وحده عام 2023 شهد تجنب أكثر من 177 مليون إصابة ومليون وفاة، معظمها في أفريقيا.
وفي إقليم شرق المتوسط، ازداد عبء المرض بنسبة 137% منذ عام 2015، مع تسجيل 10.2 مليون إصابة في 2023، بسبب عوامل أبرزها الفيضانات الكارثية في باكستان، والصراعات في السودان واليمن.
ويُعد السودان الأكثر تضررًا، إذ شهد 3.4 مليون إصابة وقرابة 7900 وفاة، وسط مخاوف من أعداد أكبر لم يتم الإبلاغ عنها.
ورغم التحديات، برزت إنجازات بارزة في الإقليم. فقد حصلت مصر في أكتوبر 2024 على شهادة خلوّها من الملاريا، لتصبح ثالث دولة في الإقليم تنال هذا الاعتراف بعد الإمارات والمغرب. كما أطلقت السودان، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف وتحالف غافي، أول برنامج لتطعيم الأطفال بلقاح الملاريا، مستهدفًا 148 ألف طفل في مرحلته الأولى، مع خطط لتوسيع التغطية إلى 1.3 مليون طفل بحلول نهاية 2026.
وفي مايو 2024، اعتمدت جيبوتي استراتيجية جديدة تمثلت في إطلاق بعوض الأنوفيلة الاصطفانية المعدل وراثيًا كأداة مبتكرة لمكافحة المرض.
تشمل الجهود الإقليمية الأخرى تعزيز تبادل البيانات والتنسيق الإقليمي، والتعاون مع المعهد العالمي للقضاء على الأمراض المُعدية لتقييم خطر عودة الملاريا إلى المنطقة. كما تعمل الدول الأعضاء من خلال شبكة “HANMAT” على مواجهة تهديدات مثل مقاومة الأدوية والمبيدات، وانتشار نواقل جديدة، وطفرات الطفيليات التي تُصعّب التشخيص.
وشددت الدكتورة حنان حسن بلخي، مديرة منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، على أن “الملاريا مرض يمكن الوقاية منه وعلاجه، والقضاء عليه استثمار في مستقبل أكثر صحة وعدلاً وأمانًا.”
وتدعو المنظمة إلى تعزيز التمويل المحلي والدولي، وتجديد موارد الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، وتوسيع استخدام التدخلات الفعالة، من الناموسيات إلى اللقاحات، مع بناء نُظم صحية قوية للسكان الأكثر عرضة للخطر.
كما دعت جميع الأطراف إلى الانضمام إلى مبادرة “الدَفعة الكبيرة للقضاء على الملاريا” التي ترتكز على ستة إجراءات محورية، من التنسيق الفعّال إلى إدخال أدوات مبتكرة، وزيادة التمويل، وتوسيع نطاق التغطية وجودة التدخلات.
إن النجاح في مكافحة الملاريا ليس هدفًا صحيًا فحسب، بل هو خطوة نحو عالم أكثر إنصافًا وأمانًا وازدهارًا. ومع تضافر الجهود، يمكن للعالم أن يشهد نهاية الملاريا، ويضمن عدم تخلّف أحد عن الرَكب.